ما هي الرجولة في نظر حواء ؟
وكيف يمكن أن تترجم هذه الرجولة إلى واقع عملي تعيشه حواء مع النصف
الآخر من المجتمع سواء داخل الأسرة أم خارجها، لكن معظم البحث يكاد يدور
حول الرجل الذي سيكون شريك الحياة ومن هنا صحّ القول أن المرأة تطمح إلى أن
يكون رجلها يتميّز بصفات كثيرة ومن أهم هذه الصفات ما ألقيت بالضوء عليه
في دراسة اليوم. ولا يجوز أن يقتصر البحث عن نصف المجتمع دون نصفه الآخر
وأعني أن ما ينطبق على الرجل كذلك ينطبق على المرأة في أن تكون هي الأخرى
تتجمّل ببعض صفات العفاف والطهارة والطاعة والأمانة والوفاء والحبّ
والتضحية والعمل إلى جانبه لتحسين ظروف حياتهما المعيشية وكذلك إلى أن تكون
عاقلة وحكيمة وغير متسرّعة وأن تحترم الحياة الزوجية وتقدّر ظروف زوجها
وحدود إمكاناته وألا تعيب عليه فقره وأن تكون مؤمنة صالحة وبالطبع فالمرأة -
شأنها شأن الرجل - لا يمكن أن تكون ملاكاً فهي معرّضة للخطأ والسهو وقد لا
تتوفّر فيها كل هذه الصفات لكن من الأحسن لو أنها تمتّعت بأغلب هذه الصفات
ولكل شخص نقاط قوته ونقاط ضعفه وهذا أمر عادي وطبيعيّ. والرجولة عتد
المرأة تتمثّل (بنظري) في أمور عدة ومواقف تؤكد على عملية الإحساس بهذا
الواقع ومن أهم هذا الصفات أو الفضائل التي تحب المرأة أن تجدها في زوجها:
الشهامة
نعم إن أهم ما يتبادر إلى ذهن المرأة
العاقلة هو أن يكون الرجل شهماً غير مؤمن بأن العلاقة القائمة بينهما تنحصر
ضمن بوتقة الرغبة في الحصول عليها والفوز بها أو محاولة استغلالها من خلال
ممارسات أو مساع مغرضة تفقد وهج الألق الذي تأمله المرأة فيه وكلّما كان
الرجل أكثر شهامة في تقديم العون لها دون رغبة في الحصول على مكاسب أو ما
يمكن أن يرجوه مقابل هذه المساعدة كان أكثر قرباً من قلب المرأة التي
تتعامل معه على صعيد الحياة العملية من خلال الوظيفة أو البيت أو العلاقة
العامة.
- أن يكون الرجل مضحياً وعلينا ألا نغفل حقيقة أن المرأة تحب وتحترم
الرجل من هذا النوع كثيراً جداً فالرجل الذي يبدي استعداداً دائماً لمد يد
العون لها والاستغناء عن أمور بعضها هام لديه من أجل كسب ودها والفوز
بقلبها تصير له منزلة عظيمة عندها ويزداد حبها له واحترامها أيضاً لأن
التضحية مفهوم عام يندرج تحته كثير من الصفات والمفاهيم الأخلاقية الحميدة
والمرأة تحب هذا وترغب في الرجل الذي تكون هذه إحدى الصفات التي تميّز
شخصيته وهي معه تلقى الأمان والراحة والاطمئنان.
3 - أن يكون الرجل محبّاً. بالطبع المحبة شعور جميل ونبيل يجمع الناس
على روح متفانية ومترابطة ومتواصلة يجعل نمط سلوكياتهم وفق توليفة متجانسة
وعلى أسس تفاهم يسير على وتائر من القوة والمتانة والمحبة هي عملية بناء
خلاّقة تُدخل الراحة إلى النفس وتبعد الشخص عن منغّصات الكره والتحامل
والبغضاء. وعندما تحس المرأة بأنها غير محبوبة فقد تهدّ الدنيا بتحويلها
إلى أتون جحيم ملتهب!
4 - أن يكون الرجل مخلصاً. إن قضية الإخلاص عند المرأة من أهم القضايا
وقد تغفر المرأة للرجل أخطاءً جسيمة إلا خطأ وخطيئة الخيانة فليس لهما
عندها غفران البتة ويكون انتقامها (لو شاءت) أكثر فظاعة وخطورة. وهذه الصفة
من أكثر الصفات التي تهتم بها المرأة ولا تريد أن تكون هناك امرأة أخرى
منافسة لها تشاركها زوجها فيه والإخلاص من المرتكزات الضرورية لنجاح
العلاقة الزوجية واستمرارها بعيداً عن المتاعب والأخطار وبالتالي فهو يقود
إلى الشعور بالاطمئنان والاستقرار والثقة وعلى العكس فمتى لم يكن الرجل
مخلصاً لزوجته واكتشفت هي ذلك وتأكدت منه فإن هذه الحياة الزوجية قد تتحول
إلى جحيم لا يطاق يتآكل ثباتها واستقرارها وتتزعزع مقوّمات بنائها ومن ثم
تتداعى ويكون بإمكان أية عاصفة أن تقتلع كا شيء من أساسه الذي سيغدو هشّاً
وضعيفاً.
وإنه لمن الظلم والإجحاف أن نعتبر واجب الإخلاص شأناً رجالياً
فقط فالمرأة هي الأخرى ملزمة بتطبيق هذا البند ونرى في مجتمعاتنا الشرقية
أن الرجل يكون أكثر عرضة للوقوع في هذا الغلط بينما في المجتمعات الأوروبية
تكون المرأة هي الأكثر عرضة للوقوع في هذا الخطاً وفي المجتمعات الأوروبية
تحفظ حقوق المرأة أكثر من الرجل ويكون الرجل بكل أسف هو الضحية على
الأغلب. إن ظاهرة الخيانة الزوجية وعدم المحافظة على الإخلاص من الطرفين
يجعل لحالات الطلاق والانفصال والبحث عن شريك جديد أمراً شائع الحصول وهو
يحصل يومياً في هذه المجتمعات الأوروبية. إن وقوع مثل هذه الأحوال تقود إلى
نتائج وخيمة يتحمّل الأولاد مرارة ذلك فيتعقّدون وينمون على غير ما يجب من
التماسك والتحابب والتضامن والسلوك السوي. وعلى الأغلب نرى الترابط الأسري
في هذه المجتمعات الأوروبية هشّاً وتتلاشى أسباب وجوده بسرعة وكأن شيئاً
لم يكن منه! أما في مجتمعاتنا فالصورة تأخذ شكلا آخر معكوساً ولكن ليس على
النحو الإيجابي فهي(الزوجة) تعرف بخيانة الزوج وتتحمل على مضض خوفاً من
الطلاق ولكونها امرأة غير عاملة لا تستطيع تأمين مستلزمات حياتها لذا فهي
تبقى دون استقلالية عن الرجل وتظلّ مرتبطة به اقتصادياً على خلاف المرأة
الأوروبية التي هي متحررة اقتصادياً وهذا يكون أيضاً أحد أسباب الانفصال
لأنها لا تشعر بحاجتها إلى الرجل اقتصادياً وبالتالي فهو سيدفع مرغماً نفقة
الأولاد ولهذا فموقف المرأة هنا أقوى من موقف الرجل وهو الخاسر من عملية
الانفصال فى أغلب الحالات.
نرى في مجتمعاتا إذاً رجلا مسرفاً على غير
وجه حق في تعدّيه على المرأة فيما نرى في المجتمعات الأوروبية عكس تلك
الصورة والمرأة في مجتمعنا لا تستطيع اتخاذ قرار بهذا الخصوص فهي تخشى من
ألسنة الناس التي ستنال سمعتها بالسوء كما تخشى من مواجهة تحديات واقع
العادات والتقاليد الصارم الذي يكوي جلدها وسمعتها دون رحمة فهي مخلوق ضعيف
على حد قول مجتمعاتنا المريضة. ومتى حاولت الاعتراض والمقاومة وفشلت فقد
تسقط إلى درك الرذيلة أو الانتحار أو الهروب وعدم المواجهة لأنها ستكون
الخاسر الأكبر.
5 - أن يكون أميناً. فالأمانة في الحياة الزوجية مرتكز كبير الأهمية
فمتى شابت العلاقة الزوجية مظاهر تتناقض مع الأمانة وتسيء إلى روحها يبدأ
الضعف يدبّ في أوصالها فيعكّر صفوها ولن تدري على أية أسس تستند أو إلى أية
شواطيء تهجر لترسو فيها سفنها، فالأمانة كمفهوم عام جيدة والتعامل بها
يجعل المرء في موضع ثقة واحترام وحسن تعامل مع الناس بخلاف الشخص غير
الأمين وعلى هذا النحو بالنسبة للحياة الزوجية فهو إن سرق منها شيئاً
بسيطاً قد تعتبر أنه يمكن له أن يسرق أكثر من ذلك أيضاً والأمانة مفهومها
شامل جامع لا يقتصر على جانب واحد فقط بل يتعداه إلى جوانب كثيرة.
6 - أن يكون مهتمّاً بشؤون المرأة. هذا بالطبع ضروري فالمرأة مخلوق حساس
وشاعريّ مملوء عاطفة وإحساساً ولطفاً فعلى الرجل ألا يهمل شؤون هذه المرأة
وأن يتدرّب على كيفية التعامل معها وإشعارها بأنه مهتمّ بها وأن يقوم
بتلبية طلباتها المعقولة والمنطقية التي يمكن تحقيقها والتي لا تخرج عن
حدود كونها اسرافً وتبذيراً، أو عن واقع كونها ضرباً من التعجيز متى كانت
غير قابلة للتحقيق أو تفوق حدود الإمكانيات المادية المتوفرة والتي
يملكانها.
7 - أن يحبّها ويتغزّل بها بين الفينة والأخرى. وهذا هو بلسم استمرار
الحياة الزوجية وعنصر هام من عناصر إنجاحها. في أكثر الزيجات يكاد يموت
الحب أو تختنق أحاسيسه بعد الزواج لكون الرجل حصل على ما تمناه منها
واشتهاه وكأن الحياة الزوجية برمتها كانت وقفاً على هذه الناحية أو تلك،
وخاصة فيما يتعلّق بالمتعة الحسية - الجسدية. إن الجسد فان ٍ ولن يدوم الحب
الذي يرتكز على أساس الإحساس الحسي دون سواه فالإحساس الروحي والوجداني هو
الأكثر عمقاً وديمومة، فعندما يولّي الشباب ويبدأ الضعف يهدّ وجود الجسد
البشري ويتلفه لا يبقى أمام الرجل والمرأة سوى هذا الشعور الإنساني
والوجداني المتمثل في الحب الخالد والإحساس الأبدي تجاه شريك العمر. ومن
هنا ولكي تظلّ هذه الصورة الجمالية بعيدة عن ضبابيات الاستئثار والأنانية
وليشعر الطرف الآخر بالقيمة الجمالية التي هو عليها وعليه ألا يهمل هذا
الجانب أبداً فكثيرٌ من المتاعب والهموم تنجلي وتذوب تحت حرارة قبلة ساخنة
مملوءة بالصدق في الإحساس من أحد الطرفين وتعمر بها الحياة الزوجية وتغنى.
8 - أن لا يحاسبها على أغلاطها الماضية، وألا يكثر من التحدّث عن
مساوئها إن وجدت وكأن ماضيه هو لا يعني أحداً وأن لا حق لأحد في محاسبته عن
ذلك. بالطبع الإنسان كائن بشري يتعامل مع الوسط الإجتماعي الذي يعيش
ويتحرك فيه وهو يضمّ صنوف مختلفة من الخبرات والممارسات والأفكار والعادات
ولهذه مجتمعة تأثيرٌ بشكل أو بآخر على سلوكية الفرد (ذكراً كان أم أنثى)
وعلى الممارسة والنهج الذي سيتبعه في خطى مسيرته الحياتية - الاجتماعية
و"ليس من شجرة إلا وهزّها الريح" كما يقول المثل أي ليس من شخص إلا ويكون
قد مرّ بتجربة ناجحة أو فاشلة في حياته ومتى ركّز الرجل على هفوات وأخطاء
(شريكته) السابقة واعتبرها مدخلا لتقييم حياتها ومرتكزاً لمحاسبتها وقيّم
علاقته معها على أساس هذه الزاوية المظلمة دون سواها يكون قد جعل فكره
وعقله يغوصان في وحول مستنقع لن يكون الخروج منه بسهولة كما يتخيّل! وهو
سيعيش واقعاً كئيباً ويقتل الشك كل شيء جميل في حياتهما. فعلى الرجل أن
يترفّع عن هذا الموقف ويدرك بأن المرأة وهي فتاة من حقها أن تمرّ بتجارب
فالإنسان الذي لا يتعلّم من الحياة ويستفيد من تجاربها العامة لن يكون له
سلاحٌ في المستقبل يرتكز عليه في مقارعة ومقاومة المصاعب والمشاكل التي
تعترض طريقه وسوف تضعف لديه هذه المقاومة لهشاشتها بسبب عدم وجود الخبرة
المسبقة ومن ثم يكون الفشل النتيجة الحتمية المؤكدة لمثل هذا الضعف.
يستطيع الرجل مجدداً أن يثبت للمرأة بأنه يحترم حياتها السابقة
كبفما كانت متى هي اتعظت منها وبنت لها نهجاً جديداً مفيداً وسليماً
لحياتها القادمة فلا يجوز فقط المحاسبة والمحاسبة وحدها على أخطاء طرف دون
سواه بحيث يحق لهذا ولا يحق لذاك! إذ لا جدوى من كل ذلك فالماضي ولّى وهو
لن يعود والإنسان هو إبن يومه وعليه ألا يعود إلى الوراء ليعيش في بعض
أوهامه وأن الحاضر والمستقبل هما السبيلان الوحيدان اللذان يجب التركيز
عليهما والعمل من أجلهما.
وكيف يمكن أن تترجم هذه الرجولة إلى واقع عملي تعيشه حواء مع النصف
الآخر من المجتمع سواء داخل الأسرة أم خارجها، لكن معظم البحث يكاد يدور
حول الرجل الذي سيكون شريك الحياة ومن هنا صحّ القول أن المرأة تطمح إلى أن
يكون رجلها يتميّز بصفات كثيرة ومن أهم هذه الصفات ما ألقيت بالضوء عليه
في دراسة اليوم. ولا يجوز أن يقتصر البحث عن نصف المجتمع دون نصفه الآخر
وأعني أن ما ينطبق على الرجل كذلك ينطبق على المرأة في أن تكون هي الأخرى
تتجمّل ببعض صفات العفاف والطهارة والطاعة والأمانة والوفاء والحبّ
والتضحية والعمل إلى جانبه لتحسين ظروف حياتهما المعيشية وكذلك إلى أن تكون
عاقلة وحكيمة وغير متسرّعة وأن تحترم الحياة الزوجية وتقدّر ظروف زوجها
وحدود إمكاناته وألا تعيب عليه فقره وأن تكون مؤمنة صالحة وبالطبع فالمرأة -
شأنها شأن الرجل - لا يمكن أن تكون ملاكاً فهي معرّضة للخطأ والسهو وقد لا
تتوفّر فيها كل هذه الصفات لكن من الأحسن لو أنها تمتّعت بأغلب هذه الصفات
ولكل شخص نقاط قوته ونقاط ضعفه وهذا أمر عادي وطبيعيّ. والرجولة عتد
المرأة تتمثّل (بنظري) في أمور عدة ومواقف تؤكد على عملية الإحساس بهذا
الواقع ومن أهم هذا الصفات أو الفضائل التي تحب المرأة أن تجدها في زوجها:
الشهامة
نعم إن أهم ما يتبادر إلى ذهن المرأة
العاقلة هو أن يكون الرجل شهماً غير مؤمن بأن العلاقة القائمة بينهما تنحصر
ضمن بوتقة الرغبة في الحصول عليها والفوز بها أو محاولة استغلالها من خلال
ممارسات أو مساع مغرضة تفقد وهج الألق الذي تأمله المرأة فيه وكلّما كان
الرجل أكثر شهامة في تقديم العون لها دون رغبة في الحصول على مكاسب أو ما
يمكن أن يرجوه مقابل هذه المساعدة كان أكثر قرباً من قلب المرأة التي
تتعامل معه على صعيد الحياة العملية من خلال الوظيفة أو البيت أو العلاقة
العامة.
- أن يكون الرجل مضحياً وعلينا ألا نغفل حقيقة أن المرأة تحب وتحترم
الرجل من هذا النوع كثيراً جداً فالرجل الذي يبدي استعداداً دائماً لمد يد
العون لها والاستغناء عن أمور بعضها هام لديه من أجل كسب ودها والفوز
بقلبها تصير له منزلة عظيمة عندها ويزداد حبها له واحترامها أيضاً لأن
التضحية مفهوم عام يندرج تحته كثير من الصفات والمفاهيم الأخلاقية الحميدة
والمرأة تحب هذا وترغب في الرجل الذي تكون هذه إحدى الصفات التي تميّز
شخصيته وهي معه تلقى الأمان والراحة والاطمئنان.
3 - أن يكون الرجل محبّاً. بالطبع المحبة شعور جميل ونبيل يجمع الناس
على روح متفانية ومترابطة ومتواصلة يجعل نمط سلوكياتهم وفق توليفة متجانسة
وعلى أسس تفاهم يسير على وتائر من القوة والمتانة والمحبة هي عملية بناء
خلاّقة تُدخل الراحة إلى النفس وتبعد الشخص عن منغّصات الكره والتحامل
والبغضاء. وعندما تحس المرأة بأنها غير محبوبة فقد تهدّ الدنيا بتحويلها
إلى أتون جحيم ملتهب!
4 - أن يكون الرجل مخلصاً. إن قضية الإخلاص عند المرأة من أهم القضايا
وقد تغفر المرأة للرجل أخطاءً جسيمة إلا خطأ وخطيئة الخيانة فليس لهما
عندها غفران البتة ويكون انتقامها (لو شاءت) أكثر فظاعة وخطورة. وهذه الصفة
من أكثر الصفات التي تهتم بها المرأة ولا تريد أن تكون هناك امرأة أخرى
منافسة لها تشاركها زوجها فيه والإخلاص من المرتكزات الضرورية لنجاح
العلاقة الزوجية واستمرارها بعيداً عن المتاعب والأخطار وبالتالي فهو يقود
إلى الشعور بالاطمئنان والاستقرار والثقة وعلى العكس فمتى لم يكن الرجل
مخلصاً لزوجته واكتشفت هي ذلك وتأكدت منه فإن هذه الحياة الزوجية قد تتحول
إلى جحيم لا يطاق يتآكل ثباتها واستقرارها وتتزعزع مقوّمات بنائها ومن ثم
تتداعى ويكون بإمكان أية عاصفة أن تقتلع كا شيء من أساسه الذي سيغدو هشّاً
وضعيفاً.
وإنه لمن الظلم والإجحاف أن نعتبر واجب الإخلاص شأناً رجالياً
فقط فالمرأة هي الأخرى ملزمة بتطبيق هذا البند ونرى في مجتمعاتنا الشرقية
أن الرجل يكون أكثر عرضة للوقوع في هذا الغلط بينما في المجتمعات الأوروبية
تكون المرأة هي الأكثر عرضة للوقوع في هذا الخطاً وفي المجتمعات الأوروبية
تحفظ حقوق المرأة أكثر من الرجل ويكون الرجل بكل أسف هو الضحية على
الأغلب. إن ظاهرة الخيانة الزوجية وعدم المحافظة على الإخلاص من الطرفين
يجعل لحالات الطلاق والانفصال والبحث عن شريك جديد أمراً شائع الحصول وهو
يحصل يومياً في هذه المجتمعات الأوروبية. إن وقوع مثل هذه الأحوال تقود إلى
نتائج وخيمة يتحمّل الأولاد مرارة ذلك فيتعقّدون وينمون على غير ما يجب من
التماسك والتحابب والتضامن والسلوك السوي. وعلى الأغلب نرى الترابط الأسري
في هذه المجتمعات الأوروبية هشّاً وتتلاشى أسباب وجوده بسرعة وكأن شيئاً
لم يكن منه! أما في مجتمعاتنا فالصورة تأخذ شكلا آخر معكوساً ولكن ليس على
النحو الإيجابي فهي(الزوجة) تعرف بخيانة الزوج وتتحمل على مضض خوفاً من
الطلاق ولكونها امرأة غير عاملة لا تستطيع تأمين مستلزمات حياتها لذا فهي
تبقى دون استقلالية عن الرجل وتظلّ مرتبطة به اقتصادياً على خلاف المرأة
الأوروبية التي هي متحررة اقتصادياً وهذا يكون أيضاً أحد أسباب الانفصال
لأنها لا تشعر بحاجتها إلى الرجل اقتصادياً وبالتالي فهو سيدفع مرغماً نفقة
الأولاد ولهذا فموقف المرأة هنا أقوى من موقف الرجل وهو الخاسر من عملية
الانفصال فى أغلب الحالات.
نرى في مجتمعاتا إذاً رجلا مسرفاً على غير
وجه حق في تعدّيه على المرأة فيما نرى في المجتمعات الأوروبية عكس تلك
الصورة والمرأة في مجتمعنا لا تستطيع اتخاذ قرار بهذا الخصوص فهي تخشى من
ألسنة الناس التي ستنال سمعتها بالسوء كما تخشى من مواجهة تحديات واقع
العادات والتقاليد الصارم الذي يكوي جلدها وسمعتها دون رحمة فهي مخلوق ضعيف
على حد قول مجتمعاتنا المريضة. ومتى حاولت الاعتراض والمقاومة وفشلت فقد
تسقط إلى درك الرذيلة أو الانتحار أو الهروب وعدم المواجهة لأنها ستكون
الخاسر الأكبر.
5 - أن يكون أميناً. فالأمانة في الحياة الزوجية مرتكز كبير الأهمية
فمتى شابت العلاقة الزوجية مظاهر تتناقض مع الأمانة وتسيء إلى روحها يبدأ
الضعف يدبّ في أوصالها فيعكّر صفوها ولن تدري على أية أسس تستند أو إلى أية
شواطيء تهجر لترسو فيها سفنها، فالأمانة كمفهوم عام جيدة والتعامل بها
يجعل المرء في موضع ثقة واحترام وحسن تعامل مع الناس بخلاف الشخص غير
الأمين وعلى هذا النحو بالنسبة للحياة الزوجية فهو إن سرق منها شيئاً
بسيطاً قد تعتبر أنه يمكن له أن يسرق أكثر من ذلك أيضاً والأمانة مفهومها
شامل جامع لا يقتصر على جانب واحد فقط بل يتعداه إلى جوانب كثيرة.
6 - أن يكون مهتمّاً بشؤون المرأة. هذا بالطبع ضروري فالمرأة مخلوق حساس
وشاعريّ مملوء عاطفة وإحساساً ولطفاً فعلى الرجل ألا يهمل شؤون هذه المرأة
وأن يتدرّب على كيفية التعامل معها وإشعارها بأنه مهتمّ بها وأن يقوم
بتلبية طلباتها المعقولة والمنطقية التي يمكن تحقيقها والتي لا تخرج عن
حدود كونها اسرافً وتبذيراً، أو عن واقع كونها ضرباً من التعجيز متى كانت
غير قابلة للتحقيق أو تفوق حدود الإمكانيات المادية المتوفرة والتي
يملكانها.
7 - أن يحبّها ويتغزّل بها بين الفينة والأخرى. وهذا هو بلسم استمرار
الحياة الزوجية وعنصر هام من عناصر إنجاحها. في أكثر الزيجات يكاد يموت
الحب أو تختنق أحاسيسه بعد الزواج لكون الرجل حصل على ما تمناه منها
واشتهاه وكأن الحياة الزوجية برمتها كانت وقفاً على هذه الناحية أو تلك،
وخاصة فيما يتعلّق بالمتعة الحسية - الجسدية. إن الجسد فان ٍ ولن يدوم الحب
الذي يرتكز على أساس الإحساس الحسي دون سواه فالإحساس الروحي والوجداني هو
الأكثر عمقاً وديمومة، فعندما يولّي الشباب ويبدأ الضعف يهدّ وجود الجسد
البشري ويتلفه لا يبقى أمام الرجل والمرأة سوى هذا الشعور الإنساني
والوجداني المتمثل في الحب الخالد والإحساس الأبدي تجاه شريك العمر. ومن
هنا ولكي تظلّ هذه الصورة الجمالية بعيدة عن ضبابيات الاستئثار والأنانية
وليشعر الطرف الآخر بالقيمة الجمالية التي هو عليها وعليه ألا يهمل هذا
الجانب أبداً فكثيرٌ من المتاعب والهموم تنجلي وتذوب تحت حرارة قبلة ساخنة
مملوءة بالصدق في الإحساس من أحد الطرفين وتعمر بها الحياة الزوجية وتغنى.
8 - أن لا يحاسبها على أغلاطها الماضية، وألا يكثر من التحدّث عن
مساوئها إن وجدت وكأن ماضيه هو لا يعني أحداً وأن لا حق لأحد في محاسبته عن
ذلك. بالطبع الإنسان كائن بشري يتعامل مع الوسط الإجتماعي الذي يعيش
ويتحرك فيه وهو يضمّ صنوف مختلفة من الخبرات والممارسات والأفكار والعادات
ولهذه مجتمعة تأثيرٌ بشكل أو بآخر على سلوكية الفرد (ذكراً كان أم أنثى)
وعلى الممارسة والنهج الذي سيتبعه في خطى مسيرته الحياتية - الاجتماعية
و"ليس من شجرة إلا وهزّها الريح" كما يقول المثل أي ليس من شخص إلا ويكون
قد مرّ بتجربة ناجحة أو فاشلة في حياته ومتى ركّز الرجل على هفوات وأخطاء
(شريكته) السابقة واعتبرها مدخلا لتقييم حياتها ومرتكزاً لمحاسبتها وقيّم
علاقته معها على أساس هذه الزاوية المظلمة دون سواها يكون قد جعل فكره
وعقله يغوصان في وحول مستنقع لن يكون الخروج منه بسهولة كما يتخيّل! وهو
سيعيش واقعاً كئيباً ويقتل الشك كل شيء جميل في حياتهما. فعلى الرجل أن
يترفّع عن هذا الموقف ويدرك بأن المرأة وهي فتاة من حقها أن تمرّ بتجارب
فالإنسان الذي لا يتعلّم من الحياة ويستفيد من تجاربها العامة لن يكون له
سلاحٌ في المستقبل يرتكز عليه في مقارعة ومقاومة المصاعب والمشاكل التي
تعترض طريقه وسوف تضعف لديه هذه المقاومة لهشاشتها بسبب عدم وجود الخبرة
المسبقة ومن ثم يكون الفشل النتيجة الحتمية المؤكدة لمثل هذا الضعف.
يستطيع الرجل مجدداً أن يثبت للمرأة بأنه يحترم حياتها السابقة
كبفما كانت متى هي اتعظت منها وبنت لها نهجاً جديداً مفيداً وسليماً
لحياتها القادمة فلا يجوز فقط المحاسبة والمحاسبة وحدها على أخطاء طرف دون
سواه بحيث يحق لهذا ولا يحق لذاك! إذ لا جدوى من كل ذلك فالماضي ولّى وهو
لن يعود والإنسان هو إبن يومه وعليه ألا يعود إلى الوراء ليعيش في بعض
أوهامه وأن الحاضر والمستقبل هما السبيلان الوحيدان اللذان يجب التركيز
عليهما والعمل من أجلهما.