تجربة شخصية
كنت نشيطة جدًّا في العمل الدعوي في الجامعة والحي مع الأخوات، وكان وقتي كله بين الدراسة والعمل الدعوي، وبعد زواجي والحمل والولادة بدأت أتخلف عن العمل الدعوي، مما انعكس على حالتي النفسية وأثَّر على عبادتي وعلاقتي الزوجية، ماذا أفعل؟
تقول الأستاذة وفاء مشهور:
إن الاهتمام بتربية بناتنا تربيةً شاملةً متكاملةً يسهل عليهن القيامَ بواجبهن فيما بعد بشكل جيد كزوجة وأم وداعية.
إننا في أحيان كثيرة نفرح بأخواتنا عندما يؤدين عملهن الدعوي بنجاح، ولكن على التوازي لا بد أن تكون هناك نظرةٌ دقيقةٌ للزاد التربوي الذي يُقدَّم لهن، فهن يتحركن بهمة ونشاط، ولكن أين هي من حياتها في البيت كابنة؟، هل تعودت أن تؤدي عمل البيت بإتقان ونشاط؟
هل دُرِّبت على ترتيب أولوياتها؟ هل هي أصلاً لديها خبرة في الأعمال المنزلية؟ وهل هي مرنة في تعاملها مع والديها وأخواتها في البيت؟
إن من أمانة التربية ومسئولية المربيات والأمهات تحقيق الشمولية عند إعداد بناتنا وأخواتنا.
لقد حدث موقف في حياتي لن أنساه عندما أُفرِج عن الوالد بعد المحنة الثانية، حيث مكث معنا تسعة أشهر تقريبًا، حتى المحنة الثالثة وسبحان الله كانت من أجمل أيام عمرنا، حاول الوالد- عليه رحمة الله- أن يعوضنا بعض ما فاتنا من حنان ورعاية، وكانت حركته في هذه الفترة محدودةً، وكان ممنوعًا من الخروج حتى للصلاة، ولكن صُرِّح له للخروج للعمل الوظيفي فقط، فكانت هذه فرصة طيبة حيث عرفنا الإسلام الصحيح الشامل المتمثِّل في شخص الوالد، وكان لنا معه يوم إسلامي ببرنامج محدد وشامل يبدأ بصلاةِ العصر جماعة، ثم نجلس لقراءة كتاب السيرة النبوية حتى قبل المغرب بنصف ساعة، وتكون الوالدة جهزت العصير أو الحلوى من صنع يديها، ثم نقوم ببعض الرياضات البدنية، حيث يشارك فيها كل أفراد الأسرة ثم قراءة الأذكار وورد الرابطة فصلاة المغرب ثم يوزع الوالد والوالدة الأعمالَ المنزليةَ علينا سواء المطبخ أو الميزانية أو ترتيب ونظام البيت أو الحياكة وأي أعمال فنية أخرى مطلوبة، وبعد فترة تُتَبادل الأدوار، ويظل الوالد يتابع بنفسه كلَّ واحدةٍ في أعمالها المكلفة بها موجهًا ومعلقًا لتحسين أداء الأعمال المنزلية، وصارت الوالدة- عليها رحمة الله- على هذا النهج في تربيتنا، وكان الوالد يتابعها وهو في محنته الثالثة، وبعد الإفراج واصل بنفس الأسلوب، وفي إحدى المرات قلت لوالدتي بحماسة شديدة نحن نريد ألا يضيع الوقت في جلستنا مع الوالد في متابعة أعمال المنزل والمطبخ، إننا نريد فقهًا ودعوةً وأصولاً، فلما علم الوالد بهذه الرغبة نادى عليَّ وقال إنك بهذه الطريقة لم تفهمي الدعوة الفهمَ الصحيحَ؛ لأن الأخت لا تنجح في الدعوة إلا إذا أتقنت الأعمالَ المنزليةَ ومتطلباتها من ترتيب أولويات مع السرعة والإتقان حينئذ يمكن أن يتحقق التوازن عند زواجها بين البيت والزوج والأولاد والدعوة، وخطَّ لي على التو ورقةً بعنوان (واجبات الأخت الداعية) وكان منها ما يلي:
لقد حدث موقف في حياتي لن أنساه عندما أُفرِج عن الوالد بعد المحنة الثانية، حيث مكث معنا تسعة أشهر تقريبًا، حتى المحنة الثالثة وسبحان الله كانت من أجمل أيام عمرنا، حاول الوالد- عليه رحمة الله- أن يعوضنا بعض ما فاتنا من حنان ورعاية، وكانت حركته في هذه الفترة محدودةً، وكان ممنوعًا من الخروج حتى للصلاة، ولكن صُرِّح له للخروج للعمل الوظيفي فقط، فكانت هذه فرصة طيبة حيث عرفنا الإسلام الصحيح الشامل المتمثِّل في شخص الوالد، وكان لنا معه يوم إسلامي ببرنامج محدد وشامل يبدأ بصلاةِ العصر جماعة، ثم نجلس لقراءة كتاب السيرة النبوية حتى قبل المغرب بنصف ساعة، وتكون الوالدة جهزت العصير أو الحلوى من صنع يديها، ثم نقوم ببعض الرياضات البدنية، حيث يشارك فيها كل أفراد الأسرة ثم قراءة الأذكار وورد الرابطة فصلاة المغرب ثم يوزع الوالد والوالدة الأعمالَ المنزليةَ علينا سواء المطبخ أو الميزانية أو ترتيب ونظام البيت أو الحياكة وأي أعمال فنية أخرى مطلوبة، وبعد فترة تُتَبادل الأدوار، ويظل الوالد يتابع بنفسه كلَّ واحدةٍ في أعمالها المكلفة بها موجهًا ومعلقًا لتحسين أداء الأعمال المنزلية، وصارت الوالدة- عليها رحمة الله- على هذا النهج في تربيتنا، وكان الوالد يتابعها وهو في محنته الثالثة، وبعد الإفراج واصل بنفس الأسلوب، وفي إحدى المرات قلت لوالدتي بحماسة شديدة نحن نريد ألا يضيع الوقت في جلستنا مع الوالد في متابعة أعمال المنزل والمطبخ، إننا نريد فقهًا ودعوةً وأصولاً، فلما علم الوالد بهذه الرغبة نادى عليَّ وقال إنك بهذه الطريقة لم تفهمي الدعوة الفهمَ الصحيحَ؛ لأن الأخت لا تنجح في الدعوة إلا إذا أتقنت الأعمالَ المنزليةَ ومتطلباتها من ترتيب أولويات مع السرعة والإتقان حينئذ يمكن أن يتحقق التوازن عند زواجها بين البيت والزوج والأولاد والدعوة، وخطَّ لي على التو ورقةً بعنوان (واجبات الأخت الداعية) وكان منها ما يلي:
1- أن تكون مسلمة في ذاتها سليمة العقيدة وصحيحة العبادة تعلمت وتربت على الخلق المتين.
2- أن تعد نفسها لأنْ تكون زوجةً مسلمةً وتتعلمَ المهاراتِ المنزليةَ وتنظيم وترتيب شئونها، وتحرص على حسن استغلال وقتها.
3- تعد نفسها لأنْ تكونَ أُمًّا مسلمةً بكل ما تحتاجه في هذه المهمة من خبرات وثقافات.
4- أن تكون داعية مسلمة تحمل الدعوةَ مُحقِّقةً التوازنَ فتنجح في أداء دورها، فيمكنها توريث الدعوة لأخواتها.
كنت أتصور أن الوالد سوف يضع الواجبَ الأخيرَ في المقدمة، فلما سألته قال لا يمكن أن تنجح الأخت في أي عمل دعوي إلا إذا أتقنت كل الأدوار المطلوبة منها ابنةً وزوجةً وأُمًّا.
وفعلاً وبعد أن مارسنا العملَ الدعوي وجدتُ أنه لا يساعد على وجود أو تحقيق التوازن إلا التربية الشاملة والتي تظهر بين يدينا الآن في المنهج الأساسي في تربية الأخوات متمثلةً في الصفات والأركان العشرةِ والتي قُدِّمت لنا بطريقةٍ جميلة في كتاب رياض الجنة.
وفعلاً وبعد أن مارسنا العملَ الدعوي وجدتُ أنه لا يساعد على وجود أو تحقيق التوازن إلا التربية الشاملة والتي تظهر بين يدينا الآن في المنهج الأساسي في تربية الأخوات متمثلةً في الصفات والأركان العشرةِ والتي قُدِّمت لنا بطريقةٍ جميلة في كتاب رياض الجنة.
توصيات عملية:
1- احرصي على تعلم كل شيء خاص بأمور البيت مع الإتقان والسرعة في الأداء.
2- أحسني ترتيب الأولويات في الواجبات المنزلية والزوجية والدعوية، فلا يُعقَل أن تستغرقي ساعة في التزيين للزوج ولا تعدي له طعامًا أو لم تؤدي الفرض، ولا يمكن أن تصلي السنن والرواتب وتتركي حقوق الزوج الأساسية.
3- احرصي على تفويض الأعمال التي يمكن تفويضها، فبعض الأعمال المنزلية يمكن تفويضها للأولاد والأعمال الدعوية يمكن تفويضها للأخت الرديفة.
4- استشعري ضرورةَ تحقيق مستلزمات المرحلة وهي زيادة عدد المربيات، فليكن دور مع نفسك من باب تحقيق التربية الذاتية.
تدريب:
إحساسك بالمسئولية الفردية تجاه نفسك يعني:
أنكِ "فرد" داخل جماعة، وأن الجماعة هي المسئولة والقادرة على الأخذ بيدكِ وتوجيهكِ وإصلاحِ أي اعوجاج.
أنكِ مسئولة عن نفسك وصلتك بالله تعالى وليس للجماعة دور في ذلك.
أنك مسئولة عن نفسك، وهذا الإحساس بالمسئولية يدفعك إلى الإحسانِ والإتقان في عباداتك لله، وما على الجماعة إلا النصح والتوجيه والإرشاد وتوفير المناخ الطيب للتشجيع والارتقاء والتقويم.
احذري:
1- عدم إدراك خطورة إهمال التربية الإيمانية.
2- التركيز على النواحي الحركية أكثر من التعبدية.
3- عدم تأنيب الضمير عند التقصير.
4- التخلف عن الأنشطة التعبدية.
5- الجهل بالألويات وحسن ترتيبها.